22/08/2025
في شوارع سياتل القاسية، حيث البرد لا يرحم والمخد*رات تُباع كما تُباع السجائر، كانت جيني بورتون مجرد ظل لامرأة. مد*منة منذ سن الرابعة عشرة، تائهة بين جرعات الهير*وين والمي*ث، تعرف السجون كما تعرف اسمها، وتنام أحيانًا في السيارات أو على الأرصفة، وقد فقدت كل شيء... حتى نفسها.
لم تكن جيني مجرد مد*منة، بل كانت ضح*ية منظومة كاملة: أم مد*منة، أب في السجن، طفولة مك*سورة بالعن*ف والإهم*ال، وشباب ضائع خلف القضبان أو في مطا*ردة دائمة للجرعة القادمة. كانت حياتها تبدو كُتب عليها الهلا*ك… حتى جاء اليوم الذي سقطت فيه في السجن للمرة الأخيرة. لم يكن سجنًا عاديا هذه المرة، بل كان نقطة التحول.
في ذلك الظلام، بزغ ضوء صغير. قررت جيني أن تقول "كفى". بدأت رحلة التعافي. مؤ*لمة؟ نعم. طويلة؟ جدًا. لكنها تمسكت بها وكأن روحها تتعلق بها. وبعد أعوام من النضال، التحقت بالجامعة، وهناك لم تكن فقط طالبة، بل كانت محار*بة، تنهض كل صباح لتك*سر قيدًا جديدًا داخلها.
وفي عام 2021، وقفت جيني بورتون، في أواخر الأربعينات من عمرها، ترتدي ثوب التخرج وتحمل شهادة من جامعة واشنطن بمرتبة الشرف في العلوم السياسية. وقفت وهي تبكي... لا لأن النجاح سهل، بل لأنه شبه مستحيل لمن كانت في مكانها.
قصتها اليوم ليست فقط قصة تعافٍ، بل شهادة حية على أن الإنسان يستطيع أن يولد من جديد، مهما سقط، مهما تم ك*سره، مهما اعتقد الجميع أنه انتهى. جيني الآن لا تُلهم فقط، بل تنقذ. تعمل مع المد*منين، وتقف في وجه السياسات العقا*بية، وتحمل على كتفها رسالة عنوانها:
"لا أحد غير قابل للنجاة.
#منقول #للفائدة #مسترمصطفى #منترمصطفى #للعبرة
